ماذا تفعل عندما يحتاج الإبل الثمين الخاص بك إلى رعاية طبية عاجلة؟ يمكنك بالطبع الاستعانة بالخبراء في مستشفى دبي للجمال.
تصوير أنكيتا شاندرا وروهيت سابو.
على الطريق الصحراوي المتجه شرقاً، وبعيداً عن الهندسة المعمارية العالمية، والفنادق الفخمة والمباني المترفية في دبي، يوجد نوع مختلف من المرافق الحديثة، وهي منشأة تعود إلى جذور المنطقة. لا تخلو الواجهة المتواضعة لمستشفى دبي للجمال من أي ضجة أو بريق، ولكنها واحدة من أهم المباني في المنطقة. تم افتتاح المستشفى في عام 2016 بتكلفة 10 ملايين دولار أمريكي، وتمت توسعته في عام 2019 بسبب الطلب الهائل. واليوم، تعالج ما يصل إلى 31 جملاً في وقت واحد، مما يجعله واحداً من أكثر المرافق تطوراً ، إلى جانب مستشفى السلام البيطري في المملكة العربية السعودية ومستشفى ثرب للإبل في قطر. وقال مدير المستشفى، السيد محمد البلوشي: " إن مستشفى دبي للجمال هي مستشفى فريدة من نوعها تلبي على وجه الخصوص احتياجات الإبل التي نمت على مدى السنوات القليلة الماضية".
تصوير أنكيتا شاندرا وروهيت سابو.
الدكتورة كلير بوث طبيبة بيطرية، والدكتور ماثيو دي بونت رئيس قسم الجراحة، والطبيب البيطري الدكتور محمد افتخار. تصوير أنكيتا شاندرا وروهيت سابو.
يقول الدكتور منصور علي شودري، رئيس قسم العيادات في المستشفى: "تربط الإماراتيين علاقة قوية بهذه الحيوانات". فكانت الإبل مهمة بشكل كبير للبدو، حيث قدمت "سفن الصحراء" وسيلة نقل عبر المناطق القاحلة في المنطقة، ووفرت الغذاء والملابس والمأوى، وحتى تم استخدامها كعملة مالية.
تصوير أنكيتا شاندرا وروهيت سابو.
يوجد 300.000 من الإبل تقريباً في دولة الإمارات العربية المتحدة وفقاً لمستشفى دبي للجمال. ويواصل الدكتور شودري قائلاً: "لقد احتفظ الإماراتيون على مدى قرون بالإبل كرفاق مخلصة وذكية". وتلعب دوراً واضحاً في التركيبة الثقافية للمنطقة من خلال الأدب والتجمعات والفعاليات والعروض، والتي تجذب أيضاً السياح. تعتبر عزب الإبل أماكن التقاء للعديد من الإماراتيين؛ فهي ساحات اجتماعية مريحة حيث يشارك الناس الشاي ويناقشون الشؤون الحالية. في حين يتم تربية العديد من هذه الحيوانات للمشاركة في مسابقات جمال الإبل، فإن معظمها يستخدم في واحدة من أكثر الرياضات شعبية في المنطقة وهي سباقات الهجن، والتي يتم إجراؤها اليوم بشكل شائع بواسطة الفرسان الكهربائيين.
تصوير أنكيتا شاندرا وروهيت سابو.
طالما هناك إبل مستأنسة، يكون هناك سباقاً للهجن. فتعتبر هذه السباقات القديمة تجارة مربحة للغاية، حيث تحصد الإبل الحائزة على جوائز قيمة في المنافسة. تبلغ قيمة جوائز مهرجان الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لسباق الهجن في دبي، والذي يقام في مضمار المرموم بجوار المستشفى، أكثر من 25 مليون دولار أمريكي. يمكن أن تكلف الإبل ما بين 55000 دولار إلى عشرات الملايين من الدولارات وقد ينفق أصحابها أكثر من 1000 دولار شهرياً على رعاية وإعداد الإبل المشاركة في السباق. كما هو الحال بالنسبة للخيول الأصيلة. تتمتع هذه الإبل بنظام غذائي خاضع للرقابة (الشوفان والنخالة والتمر وحليب البقر) وروتين رياضي صارم لتمارين القلب والقوة. ستصل سرعة أفضل سباقات الإبل إلى حوالي 60 كم/ساعة أثناء جريها على مسار يتراوح طوله من 1.5 إلى 8 كم، أو ما يصل إلى 25 كم خلال ماراثون الهجن، بسرعة أبطأ.
تصوير أنكيتا شاندرا وروهيت سابو.
مستشفى دبي للجمال، يضم فريقًا دوليًا من 11 طبيبًا بيطريًا يقدمون أفضل رعاية لمرضاهم المميزين - الإبل. تم تجهيز المستشفى بطاولات عمليات معدلة خصيصًا لتناسب أشكال الإبل غير المعتادة، بما في ذلك رقابها الطويلة وساقيها الطويلتين وسنامها المرتفع. كما يضم المستشفى صيدلية مجهزة بالكامل ومختبرًا متطورًا لتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية اللازمة. يقول الدكتور تشودري: "بناءً على طبيعة الحالة الطبية والطاقم الطبي المعالج، يمكننا استقبال ما بين ثلاثة إلى خمسة جِمال في الوقت نفسه." ومنذ افتتاحه، استقبل المستشفى وتولى علاج آلاف الإبل. ومثل الرياضيين البشر، يمكن أن تعاني الإبل من العديد من الإصابات بسبب السباقات، مثل كسور العظام الطويلة. كما يمكن أن تكون تفاعلاتهم فيما بينهم عنيفة في بعض الأحيان
تصوير أنكيتا شاندرا وروهيت سابو.
ويقول الطبيب إن العلاجات تشمل كل شيء بدءاً من "الحالات الطارئة التي تتطلب إسعافات أولية، إلى الاستشارات والأمراض غير المعدية والأشعة والعمليات الجراحية". وتكلف هذه العمليات أصحاب الإبل ما بين 500 دولار و10 آلاف دولار، لكن رسوم المستشفى يمكن أن تزيد عن 20 ألف دولار، حسب مدة بقاء الإبل في المستشفى. هناك أيضاً غرفة لكبار الشخصيات من المُلاك الذين يرغبون في مرافقة جملهم أثناء إجراء العملية الجراحية. يمكن للأفراد مراقبة العمليات الجراحية من خلال شاشات عرض عالية الدقة . كما دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الأبحاث المتقدمة في هذا المجال الذي يبدأ من اللقاحات إلى الفوائد الصحية لحليب الإبل، بالإضافة إلى تقنيات التربية، ونقل الأجنة، والتلقيح الاصطناعي واختبار الحمض النووي، وإدارة المزرعة والأعلاف. وقد أدى ذلك إلى وضع بروتوكول مناسب لمضمار السباق خاضع للرقابة القانونية لسد احتياجات الإبل كاملة.
تصوير أنكيتا شاندرا وروهيت سابو.
ومع ذلك، تفتخر المنشأة بالعمل الذي تقوم به من أجل الإبل. فيقول الدكتور شودري عن موظفي المستشفى الذين يعملون مع هذه الحيوانات قائلاً: "ليس هناك شيء أفضل من مشاهدة جمل بكسر تم إصلاحه حديثاً يقف مرة أخرى، ثم يمشي". ويصف الطبيب الحال بعد مساعدة الجمل في العلاج الطبيعي: "لقد تمكنا من رؤية ابتسامات الإبل المتعافية وعيونها المشرقة". "نحن نساعد الإبل في ولاداتها الصعبة ونشاهدها وهي تلعق صغارها حديثي الولادة لأول مرة، وعيناها مليئتان بنظرة الشكر والتقدير لنا من أجل مساعدتها".
تصوير أنكيتا شاندرا وروهيت سابو.
